الإسعاف الجوي بشكل عام هو عملية نقل المرضى أو الجرحى جواً من منطقة الإصابة إلى أقرب مستشفى، أو من مستشفى إلى آخر. أو هو طائرة تحتوي على سرير طبي و مجهزة بشكل كامل بمعدات طبية للعناية بالمرضى، يوجد على متنها طاقم طبي للإشراف على نقل المريض من مدينة لأخرى، بغض النظر عن المسافة.
و تقدم شركات الإسعاف الجوي العديد من الخدمات لتتوافق مع حالة المريض الطبية، حيث توفِّر هذه الشركات نقلاً للمريض منذ أول لحظة و حتى آخر لحظة بدون أي قلق أو عناء. فمثلاً، قد توفر سيارة إسعاف لنقل المريض من مكان إقامته إلى أقرب مطار، ثم يستقل المريض بعدها طائرة الإسعاف الجوي المجهَّزة بأحدث المعدات الطبية اللازمة للعناية بالمرضى بمرافقة أخصائي التمريض المرخَّص قانونياً و أخصائي العناية الفائقة. و عند الوصول إلى الوجهة، فإن سيارة إسعاف أخرى تقلّ المريض إلى وجهته. و تقوم هذه الشركات أيضاً بتوفير الطاقم الطبي المختص عند الحاجة، فإذا احتاج مريض على سبيل المثال إلى جهاز التنفس الاصطناعي، فإن أخصائي علاج تنفسي يقوم بمرافقته على متن الرحلة. و بالإضافة إلى ذلك، توفِّر بعض شركات الإسعاف الجوي خدمة العناية بالمرضى على متن خطوط الطيران التجارية في حال احتاج المريض للعناية خلال رحلته. وقد تنقل بعض الطائرات عدداً من أقرباء المريض لمرافقته أثناء الرحلة، يُحدَّد عددهم بحسب طراز الطائرة، و بحسب عدد الطاقم الطبي المرافق.
أنواع الإسعاف الجوي
تنقسم أنواع الإسعاف الجوي إلى ثلاثة أقسام رئيسية، هي:
1- هناك الإسعاف الجوي الذي تقوم به الطائرات العمودية (هليوكوبتر) من مكان الحادث إلى أقرب مستشفى، نظراً لما لديها من قدرة على المناورة بارتفاعات منخفضة مع قلة سرعتها. و تقوم بهذه المهمة إما طائرات عمودية تابعة للدولة أو طائرات عمودية تابعة لشركات خاصة لهذه المهمات.
2- و هناك الإسعاف الجوي الذي تقوم به طائرات تجارية صغيرة خاصة (غالباً ما تكون نفَّاثة) من منطقة إلى أخرى أو من دولة إلى أخرى تتوفر فيها تقنيات أو مستشفيات أحدث، حيث نشأت شركات خاصة لهذا الغرض يتوفر لديها طائرات مجهَّزة لهذا الغرض و طواقمها و طواقم طبية متخصصة.
3- أما في عمليات إجلاء المصابين و الجرحى من المناطق المنكوبة (زلازل – فيضانات – حرائق...) فيمكن الاستعانة بكل الخيارات المتوفرة من النوعين الأوليين أو من طائرات الخدمة العامة أو طائرات الشرطة و الجيش و حرس الحدود في الدولة التي حصلت فيها الكارثة.
كيف يتم الإسعاف الجوي؟
في النوع الأول إما أن تقوم الطائرات العمودية بالتحليق فوق الأماكن المكتظة بالناس بمناسبة حدث معين للتدخل عند حدوث إصابات معينة، أو تنتظر في مطاراتها على أهبة الاستعداد للمساعدة في حالة طلب الاستغاثة. ففي المملكة العربية السعودية مثلاً، تحلق طائرات "بوينغ - تشاينوك" العمودية فوق أماكن تمركز الحجاج و تنقلاتهم خلال موسم الحج للتدخل في حالة حدوث مكروه - لا سمح الله. و في جبال الألب السويسرية توجد شركات إسعاف جوي مستعدة لنقل طائرة عمودية أو أكثر إلى أماكن طلب الاستغاثة من مناطق التزلج على الثلوج.
و في النوع الثاني نشأت حديثاً شركات متخصصة في الإسعاف الجوي تمتلك طائرات خاصة (غالباً ما تكون نفَّاثة) يمكن أن نطلق عليها لقب "مستشفيات طائرة" و طواقم جوية و طواقم طبية متخصصة، مهمتها نقل المرضى من دولة إلى أخرى للاستفادة من التطور الطبي الموجود في الدولة الثانية، أو من مستشفيات القرى و المدن الصغيرة التي لا تتوفر فيها الإمكانات المتخصصة الكافية إلى المستشفيات المناسبة في المدن الرئيسية، و كذلك المساعدة في الحالات الطارئة و الحالات الخاصة. من ذلك قيام شركة متخصصة بالنقل الجوي الطبي مؤخراً بتقديم خدماتها في النقل الجوي الطبي للحالات الطارئة و الحالات الخاصة في منطقة الخليج العربي، و مهمتها نقل المرضى في الحالات الحرجة إلى الوحدات الطبية المتخصصة في أمريكا وأوروبا، و توفير استمرارية العناية الطبية اللازمة لهم أثناء الطيران.
أما في النوع الثالث و الأخير، فتتم الاستعانة بكل ما يتوفر لدى الدولة المنكوبة (و حتى غيرها من الدول التي تُقدِّم مساعداتها) من طائرات تجارية و عسكرية و غيرها...
ما هي الطواقم و المعدات الطبية المتوفرة على متن رحلة الإسعاف الجوي؟
توفِّر شركات الإسعاف الجوي (النوع الثاني) في أغلب الأحيان أخصائي تمريض مرخَّص قانونياً و أخصائي العناية الفائقة، لمرافقة المرضى على متن الرحلة. و إذا احتاج المريض لجهاز تنفس اصطناعي، فإن أخصائي العلاج التنفسي يقوم بمرافقة المريض خلال الرحلة إلى جانب أخصائي التمريض. وقد تقوم شركات الإسعاف الجوي بتوفير أخصائي الخُدَّج و أخصائي الأطفال للعناية بالرُضَّع أثناء نقلهم. و كذلك الأطباء المختصون، مثل أطباء الأعصاب أو القلب أو الطوارئ و الجراحين، و ذلك بحسب الطلب.
و عادةً ما تكون طائرات الإسعاف الجوي مجهَّزة بمعدات العناية الفائقة المرخَّصة، حيث تتضمن الأجهزة الطبية أجهزة مراقبة القلب و مضخات وريدية و محاليل وريدية و أوكسجين طبي و أنابيب أوكسجين و ما يلزمها من أجهزة الضبط و الأجهزة المساعدة على التنفس و التنفس الاصطناعي و سرير طبي و وحدات شفط متنقلة و أجهزة قياس الضغط الخ...
مهمات الإسعاف الجوي
على ذلك يمكننا تلخيص مهمات الإسعاف الجوي بالآتي:
1- إسعاف المرضى و المصابين و نقلهم إلى المستشفيات.
2- الإجلاء و تنفيذ العمليات الخاصة بالإسعاف الجوي عند حدوث الكوارث الطبيعية و إجلاء المصابين إلى المستشفيات.
3- تنفيذ المهام الخاصة بالإنقاذ الجوي و الإسعاف الطبي في حالات الحوادث المرورية على الطرقات الداخلية و الخارجية أو غيرها من الحوادث.
4- القيام بعمليات البحث و الإنقاذ عن المفقودين في المناطق الصحراوية و الجبلية و البحرية و الأماكن التي يتعذَّر الوصول إليها بوسائل المواصلات العادية.
5- نقل الفرق الطبية إلى مواقع العمل الميداني أو نقلها من المستشفيات إلى الجهات المحتاجة لها.
6- نقل الأعضاء البشرية الحية من مراكز التبرع إلى المستشفيات المتخصصة، للقيام بعد ذلك بزرعها للمرضى المحتاجين إليها في الوقت المناسب.
7- تقديم خدمة العناية بالمرضى على متن خطوط الطيران التجارية في حالة احتياج المريض للعناية الطبية به خلال رحلته.
8- المشاركة في وضع الخطط الخاصة بعمليات الإسعاف الجوي و البحث و الإنقاذ في حالات الحوادث المرورية و الكوارث الطبيعية.
9- القيام بنقل الإمدادات الطبية و المؤن و المستلزمات الأخرى لمسارح الحوادث التي يتعذَّر الوصول إليها بالمواصلات البرية أو غيرها.
10- التعاون مع المؤسسات و الدوائر الحكومية في تلبية الأوامر و الطلبات الطارئة أو أي أمر يوكل إليه.
11- القيام بعمليات البحث و مطاردة المتسللين و المهرِّبين و المطلوبين الفارين و مراقبة الحدود و مراقبة خطوط النفط...
12- المشاركة في المناسبات الوطنية و القومية و الاحتفالات الرياضية و التصوير التلفزيوني.
13- التعاون مع الجهات الأمنية في البحث عن المعلومات الهامة.
لا أحاجكم الله لهذه الخدمة، و لا عرَّضكم لمكروه.
محمد حسام الشالاتي
صحفي و باحث في علوم الطيران
husam-sh@scs-net.org
المصدر : الباحثون العدد 67 كانون الثاني 2013