تقضي المراجعة التاريخية التوقف عند الكثير من مفاصلها؛ التي تجبر أيَّ إنسان على التفكّر فيها ومناقشتها بدقة كبيرة، بكونها أنجزت أسئلة خطيرة كبرى، أعتقد أن القاصي والداني ما إن يريانها حتى يسألا التاريخ، عن تاريخ اليهود واليهودية الصهيونية، من هذه الأسئلة أبدأ: إن العرب حكموا حوض البحر الأبيض المتوسط لما يقرب من سبعمئة عام، وحكمته بيزنطة الرومانية كذلك، ولم يكن هناك أيُّ ذكر لليهود في هاتين الحقبتين، ولقد أخفيا الكثير من ذلك التاريخ إما قسراً أو عمداً، وإنما الحقيقة.. هم كانوا منكفئين جداً ضمن الغيتوهات المغلقة، ولماذا كان ظهورهم مع نهاية عصر النهضة وبداية الثورة الصناعية؟، أسئلة تأخذ بنا إلى أسئلة أخرى، وسنأخذ مثالاً خطيراً من كلِّ ذلك ألا وهو روتشيلد، هذا الاسم الوهمي الذي وزّع أبناءه وأحفاده المستمرين حتى اللحظة من أجل سيادة العالم المادي، والسيطرة عليه مالياً وإعلامياً وسياسياً، كلّ ذلك كان مع نهضة أوروبا الحديثة والتي لم يتجاوز عمر أيّ مدينة فيها ثلاثمئة عام بما فيها الولايات المتحدة الأميركية .
لم يستطع روتشيلد اليهودي الألماني إلاّ أن يكون يهودياً، أولاً وألمانياً ثانياً، حاله حال كلّ اليهود في العالم وأينما وُجدوا، فيهوديتهم أقوى من أيِّ انتماء لأرض أو لإنسان على وجه البسيطة، وإن اختراع الحاجة لوجود دولة لهم لا من أجل إيمانهم بوطن تاريخي؛ ولكن من أجل أن يكون لهم مأوى وملاذ يحميهم من مخالفاتهم؛ التي يرتكبونها بحق المواطنين والدول التي تحتويهم، إضافة إلى تجميع المتشرذمين منهم وغير القادرين على مجاراة الحياة ومشاركة الأمم الأخرى والاندماج بها، تحكمها حفنة من أولئك المتلاعبين بمقدرات الشعوب، ولم يكن هرتزل الصحفي النمساوي المدّعي بأنه مؤسس فكرة دولة الكيان الصهيوني إلا صورة منفذة لتعاليم روتشيلد المؤسس وأحفاده السائرين على خطاه . لماذا محورنا الذي نسير به هو روتشيلد والدولار، وما العلاقة بينهما، وبين الكيان الصهيوني أيضاً؛ الذي أسهم الغرب في إيجاده لهم من أجل الخلاص من تلك الازدواجية؛ التي أرهقت الغرب وأميركا والعالم بأسره .
قصة روتشيلد اليهودي تُظهر مدى امتلاك اليهود لعمليات الخداع، روت (Rot ) تعني اللون الأحمر بالألمانية و شيلد (Schild) الدرع وفي ذات اللغة أي الدرع الأحمر، ومجموعها أي: الجملة التي تعني العلامة الحمراء؛ التي ميزت باب قصر ( إسحاق إكانان ) الملقب بروتشيلد اليهودي الألماني، الذي ساد اسمه حتى اللحظة من سلالته المالية التي سيطرت على رأس المال العالمي،
ورافقت ظهور الدولار مع تأسيس الولايات المتحدة الثلاث عشرة الأميركية في بادئ الأمر، عاش في القرن السادس عشر على أشمل القيم والأخلاق والسلوك اليهودية التوراتية؛ التي تعهد بها روتشيلد اليهودي الكبير ليهوديته، وهو يرسم خارطة العالم الجديد ونظام السيطرة الذي يجب أن يحققه أبناء اليهود، استناداً إلى تعاليم التلمود والتوراة، والتي وزعها على أبنائه وتابعها أحفاده، إنه الداعية الأكبر لبناء وطن لليهود، أما هرتزل فما هو إلا أداة صغيرة ألصق به نظام الدعوة لبناء دولة، فحفيد روتشيلد إدمون جيمس كان أنفق الكثير من المال من أجل ترحيل يهود أوروبا وروسيا إلى فلسطين، ما بين 1883 حتى 1899، وقد اشترى روتشيلد الحفيد أرضاً في فلسطين عام 1883، وأسس أول مستوطنة زراعية تعمل لحسابه الخاص، كما أسس صناعة الزجاج، والنبيذ، وزيت الزيتون، والمطاحن في حيفا، والملاحات في عتليت، وبعد ذلك أسس في عام 1921 هيئة كهرباء فلسطين، وساهم في إنشاء أول جامعة عبرية في القدس، والعشرات من المعابد اليهودية، وأطلق عليه ( أباً لليشوف ) أي: للمستوطنين، واستخدم نفوذه المالي للحصول على وعد بلفور وضمان موافقة فرنسا، وقبل ذلك دعم اتفاقية سايكس بيكو؛ التي قسّمت الشرق الأوسط من أجل تحقيق وعد بلفور. إن أغنياء اليهود بزعامة روتشيلد المؤسس، وأبناءه الخمسة- الذين وزع عليهم أوروبا وطالبهم بقيادة العالم -، وأحفادهم المستمرين حتى اللحظة التي أعدُّ فيها هذا الملف؛ هم من أنجزوا فكرة إيجاد وطن لليهود، - كما بدأت - كي يكون ملاذاً لمخالفاتهم التي بدونها لا حياة لهم .
أجل، ونعم، وبالتأكيد، اليهود أنشؤوا الولايات المتحدة الأمريكية من خلال الثروة الهائلة التي جمعوها من مضاربتهم أثناء قيام الحرب بين انكلترا و فرنسا و اللعب بالمضاربات السهمية حيث تولدت من جرائها خسائر هائلة في أوروبا و الرابح الوحيد كان آل روتشيلد الذين خططوا للتسلط على فلسطين من خلال السيطرة على أمريكا، وحينما أسسوها قامت على رقم ثلاث عشرة ولاية، وكان القصد في المستند أن يعقوب وأبناءه وزوجته ثلاثة عشر، من خلال رؤية يوسف (يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ) أي إخوته وأباه وأمه، وهو في ذات الوقت الرقم الذي تحتقره الأمة المسيحية، بكون يهوذا الإسخريوطي صاحب الرقم ثلاثة عشر من حواريي السيد المسيح الذي خانه وأشار إليه وسلّمه بقبلة إلى اليهود، كي يصلبوه وينتقموا منه، ولا يوجد منزل في العالم مسيحي إلا ولديه لوحة العشاء الأخير التي بها إشارة يهوذا الخائن، لماذا اطلق عليه اليهود التوراتيين المسيح الدجال، لأنه قال سأهدم الهيكل المادي في ثلاثة أيام وسأعيد بنائه بالروح، كما رفض السيد المسيح قبول عرضهم بأن يكون ملكاً على اليهود، وأيضاً أطلقوا على واشنطن مدينة داوُد حيث ساد رمزها واشنطن ديفيد سيتي (Washington - D C ) ، وحينما ننظر وندقق ونمحِّص في العملة الورقية الدولار سنرى الآلية اليهودية، والأفكار، والرموز التوراتية التلمودية متجسدة على ورقته؛ التي أرجو أن تدققوا فيها وأدع لكم محاكمتها .
عترف لكم أن الشيطان اليهودي تحاور معي، محاولاً منعي من الدخول إلى عالمه وشرْحِ ما أنجزه روتشيلد، وهو يأمر بتصميم الدولار بعد أن أمر ببناء واشنطن ديفيد سيتي، أي: مدينة داوُد، وبما أن المال هو الإله الكلي ( يهوه ) لليهود، وبه تكمن قناعتهم التي يسيطرون بها على العالم أجمع، أعني هنا على الكون المادي، وحاجتهم لسرقة المعالم الحضارية أثناء قيامهم بتصميم الدولار، ومنه كان وضع الهرم الفرعوني بطبقاته الثلاث عشرة، وتقديمه إلى الإله اليهودي يهوه ( المال ) وطبقاته الست التي يسيطر بها، والغاية السيطرة على المدن السبع المبدعة للعمليات الروحية، فتكون بذلك الدول السبع المادية مقابل الدول السبع الروحية، أي:عالم الشمال مقابل عالم الجنوب، بمعنى أدق عالم العقل والقلب مقابل عالم الطعام والجنس والديانات، فالمال لا دين له؛ إنما يؤمن بالسيطرة، ومن يمتلكه يصنع القانون والتاريخ والمجد بقوته، للأسف اعتقاد انتقل في اللاوعي إلى أقطاب العالم أجمع، وعلينا ألاّ نستغرب خضوع الغرب والولايات المتحدة الأميركية لمشيئة اليهود أصحاب الدولار، تلك العملة النقدية العائمة، والتي لا تحمل أيَّ رصيد موازٍ ؛ إنما رصيدها السيطرة بكثافة الإنتاج على العالم، وعلى الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، والخداع البصري والسحر الكيميائي، الذي به تتم السيطرة على الفيزياء. هذا شرح للهرم الفرعوني المنهوب والموجود ضمن الدولار:
إن اختيار اللون الأخضر لورقة النقد - الدولار- ما هو إلا لون أشجار زيتون فلسطين، والتي أقسم الإله بها، فالقسم بالتين يعني دمشق، والزيتون القدس، وطور سينين ( سيناء )، والبلد الأمين مكة، وروتشيلد الذي أعود إليه، وأقصد إدموند جيمس؛ الذي اهتم بيهود اليديشية ( يهود الشرق الأوروبي )، وأبدع لهم فكرة الوطن: الحلم التاريخي، وخوفه من صعوبة اندماجهم في الغرب، وعلى أثرياء اليهود واعتبارهم يهوداً متخلفين، ضمن النظرة العنصرية التي تميّز بين الأشكناز والسفارديم - الشرقيين والغربيين- وضرورة تجميع الشرقيين ولكن بإرادة أغنياء اليهود الغربيين، وهذا ما نلاحظه اليوم في الكيان الصهيوني المصطنع والمغتصِب لفلسطين العربية الكنعانية .
نعود إلى قصة الدولار الذي بدأ سكّه في ولاية فيلاديلفيا عام 1793 حيث كان اليهودي ديفيد رايتنهاوس أول مدير لدار سك العملة الأميركية، كان ذلك بعد إصدار الدستور الأميركي، وكما ذكرت أن لونه الأخضر الزيتوني، ومعالمه اشتُقت جميعها من الحضارات الكنعانية، والسومرية، والفرعونية، والإغريقية، أي: أنها ضد مفاهيم وتعاليم الروح، يعني ضد الأديان، وبما أن الدولار عملة عائمة ومتحركة فإنها تُصمّم بحسب ما تقتضيه الإستراتيجية السياسية لخدمة المال، أي لخدمة اليهودية الصهيونية العالمية، وإذا استعرضنا طباعة الدولار لحظة أحداث 11/9 حين تدمير برجي التجارة العالمية، وتوزيع الاتهامات شرقاً وغرباً، نعلم أن عملية الدولار هي عمليات تخدم الواقع الصهيوني اليهودي، المتحكم بالولايات المتحدة الأميركية والعالم أجمع، ودليلنا ما ينشره بعض عملاء الصهيونية العالمية حول الدولار، وتطابق رسوماته مع الأحداث أوضِّحُ ذلك بالصور، فماذا تعني لنا هذه الصور ؟
ستكتشفون من خلالها أن الدولار صناعة يهودية بامتياز، وقوة للعالم الأول لا متناهية، يصنع الحدث من أجله، ويتجسد به، وحينما نستعرض أحداث 11/9 وانهيار برجي التجارة العالمية؛ اللذين بدأ العمل بهما عام 1965 ، وتم قصّ الشريط الحريري إيذاناً بافتتاحهما في 4 نيسان عام 1973، وقرار تدميرهما في 11 أيلول 2001 ، ومن ثم خداع العالم أجمع وبشكل خاص العالم العربي والإسلامي بوضع صور البرجين على الدولار، وحينما تقوم بعملية ثني الدولار تجدهما يُدمّران ويشتعلان، وكذلك حال البنتاغون الذي تمت طباعته أيضاً على الدولار لحظة وقوع الأحداث، هنا أشير إلى مسألة خطيرة وهي ربط الأحداث بآيات من القرآن الكريم ( كتاب المسلمين ) عبر الآية القائلة ( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )، هنا نتوقف، ولندقق ملياً أن اسم شارع البرجين في نيويورك ( جرف هار )، وهو على اسم صحفي يهودي، فماذا يعني لنا هذا؟ وأعتقد أن القصد كان عبر التخطيط الاستراتيجي المتخصص في فهم طبيعة الإسلام والمسلمين، والحاجة إلى إلصاق تهم الإرهاب والتشدد والعنف بالإسلام والمسلمين بشكل خاص، وكذلك استعطاف العالم باتجاه الغرب وأميركا بشكل خاص والقيادة اليهودية الخفية لها .
إن من يراقب أحاديث وخطب رؤساء أميركا؛ يجدهم جميعاً متشابهين، أي أنهم لا يستطيعون الخروج عن الأهداف الإستراتيجية، وحينما يتحدثون عن الإسلام واصفين إياه بالإرهابي والمتشدّد، لا يفرقون أبداً بين المعتدل والسمح الإيجابي ومبادئه السمحة، وبين ذلك السلبي القليل جداً، والذي بالتأكيد هو من صناعتهم، أمثال القاعدة وبن لادن. والذي أرمي إليه من هذا أن العاطفة العربية أكبر من علميتها، وهذا ما يدعو الغرب وأميركا المنقادين من اللوبيات اليهودية الصهيونية للّعب على أوتارها، لا شك كما أشرت عبر التحليل المقدم إلى أن العرب يتحملون الجزء الكبير مما يحدث على ساحتهم. لماذا؟ سؤال كبير أدع لكم البحث فيه .
وفي العود على بدء، أجد من الضرورة البحث في تلك الانقطاعات التاريخية الكبيرة والعودة بعد زمن طويل، لظهور الصهيونية اليهودية، وعلاقة روتشيلد الكبير وأبنائه وأحفاده بالحكومة السرية العالمية، وعلاقتهم بالدولار، وقيام دولة الكيان الصهيوني والسيطرة بكل ذلك على العالم، وبشكل خاص على العالمين العربي والإسلامي.
ملاحظة:
- مدن الروح المقصود بها المدن التي أنجبت الديانات العالمية و هي : أور أبرام في العراق و القدس في فلسطين السيد المسيح و طيبة مصر موسى و دمشق بولص الرسول و مكة محمد و أثينا الحكمة و روما الجامعة المسيحية الفاتيكان أم مدن المادة فهي باريس لندن برلين موسكو طوكيو بكين و على رأسهم واشنطن مدينة داود.
- أرجو منك قارئي العزيز أن تقوم بعملية بحث وتقصي وستكتشف الاكثر وأدع لك بعد ذلك الحكم .
الدكتور نبيل طعمة
المصدر : الباحثون 35 - أيار 2010