الوعي الذاتي من المكتسبات التي يكتسبها الإنسان في مرحلة الطفولة المبكرة، والطفل يتكون لديه هذا الوعي خلال عملية التنشئة عن طريق تقمصه لقيم والديه، ولأوامرهما ونواهيهما، وأفكارهما عن الصواب والخطأ، وعن الخير والشر والحق والباطل، وعن العدل والظلم، وتتبلور في نفسه هذه القيم على شكل سلطة داخلية تقوم مقام الوالدين – حتى في غيابهما – فيما يقومان به من نقد وتوجيه وإثابة وعقاب.. وبعد مرحلة الطفولة المبكرة تتداخل أيدٍ أخرى لتسهم في تشكيل الوعي الذاتي للفرد تكون بمثابة المصادر التي تبني الوعي الذاتي في داخل وجدان كلّ منّا.
لذا يعتبر الوعي الذاتي متغيراً وليس ثابتاً، فهو ينمو بنمو خبرات الإنسان، ويتغير بتغيير توجهاته، ويتأثر إيجاباً بالتعزيز وبالمحيط الجيد، وسلباً بوجود المؤثرات السلبية التي قد تكون عاملاً ضاغطاً على الإنسان.
مفهوم الوعي الذاتي
الوعي الذاتي: هو قدرة الفرد على تكوين معايير من المعتقد الذي يعتنقه، ومن جملة المبادئ الأخلاقية التي يؤمن بها، ومن مجموع قيم المجتمع الذي ينتمي إليه، وذلك لتحكيم الاتجاهات التي ينتهجها والسلوكيات التي يقوم بها.. لذا فعندما نستعين بالوعي الذاتي تكون تلك الاستعانة لا شعورية، حيث إنه يكون كالمخزون لدى الفرد، وعندما يرغب بتحكم فكر معين أو تقييم سلوك معين، فأنه يقوم أولاً بإدراك وتمييز هذا الفكر بكل أبعاده، أو ذاك السلوك بكل إيجابيته وسلبياته، ومن ثم تأتي مرحلة التقييم والاختيار تقيّم الفكر والسلوك ثم القرار بتبني هذا الفكر والتوجه أو رفضه أو الإقدام على القيام بذلك السلوك أو رفضه.
التغيرات التي تطرأ على معايير الوعي الذاتي
التغير الإيجابي: وهو أن يكون هذا التغيير جيداً، لا يمس بالثوابت لدى الفرد، وأن يكون هذا التغير له ما يفسره وما يبرره سواء تبريراً عقائدياً أم علمياً أم ناتجاً بعد قناعة تامة، أو بعد تجربة وخبرة إنسانية مرّ بها تبرهن على عدم جودة ذلك المعيار الذي طرأ عليه التغير.
التغير السلبي: وهو أن يكون هذا التغير ذوبان لشخصية الفرد، فقد نجده في فترة صغيرة من حياته، وفي ظل ظروف معينة يلفظ كل المبادئ التي كان ينادي بها، وينتقد أكثر الأفكار التي كان يدافع عنها. وغالباً ما يكون هذا التغيير شاملاً، ومشكلاً وبانياً لشخصية جديدة قد لا تربط بينها وبين الشخصية المتهدمة إلا قليل من الشبه.. فأنواع الوعي الذاتي هي: 1- الوعي الديني 2- الوعي الاجتماعي 3- الوعي التربوي 4- الوعي النفسي 5- الوعي الفكري 6- الوعي الصحي.
أهداف الوعي الذاتي في حياة الفرد
الهدف الأساسي من الوعي الذاتي حماية الفرد من الانزلاق في المؤثرات السلبية التي تضر به وتحصينه أخلاقياً وسلوكياً وذلك من خلال الارتقاء بمستوى الفكر الواعي الذي يفرق بين الخطأ والصواب.
مصادر بناء الوعي الذاتي
1- مصادر دينية: تتمثل في مصادر العقيدة والشريعة التي تؤمن بها الأمة.
2- مصادر اجتماعية: تتمثل في الأسرة والمدرسة والأصدقاء والحي والمجتمع في قيَمه وعاداته ونظمه وقوانينه ومؤسساته الاجتماعية والحكومية.
3- مصادر إعلامية: وتتمثل في وسائل الاتصال المسموعة والمرئية والمقروءة،
4- الفرد نفسه: يعتبر الفرد بما حباه الله من فطرة سليمة وعقلاً قادراً على الوعي والتفكير والتقرير، مصدراً مهماً من مصادر الوعي الذاتي إذا فعّل إمكاناته وطاقاته وخبراته السابقة وخرائطه الذهنية ومستويات التفكير والإدراك والقدرة على التحليل والاستنباط واتخاذ القرار بقبول الشيء أو رفضه أو التراجع عنه.
العلاقة بين الوعي الذاتي وتقدير الذات
إن المرء إذا فهم ذاته ووعى إمكاناته وقدراته وفرّق بين ما يستطيع إنجازه وما يريد، فإن له أن يقيّم تلك الذات إما بطريقة إيجابية أو سلبية ومدى إيمانه بها وبأهليتها وقدرتها واستحقاقها للحياة الكريمة، وهذا ما نطلق عليه مصطلح تقدير الذات. والأشخاص الذين لديهم وعي وتقدير إيجابي لذواتهم يكونون في الغالب أكثر ثقة وتفاؤلاً وأسعد حالاً وأفضل صحة وأكثر إنتاجية وأقدر على مواجهة المشكلات من غيرهم.. وهنا نقول: إن أفكارك عن ذاتك هي التي تشكل صورة ذاتك، وصورة ذاتك هي التي تحدد مستوى وعيك وتقديرك لها.
معايير ومحكات الوعي الذاتي
يقصد بمعايير الوعي الذاتي هي تلك المحكات التي تبيّن جودة وعينا الذاتي والمعايير التي نحتكم إليها عندما تختلط علينا الأمور، أو لنحكم على أمر ما بأنه جيد أو سيء، وعلى حسب نتيجة هذا التحكيم نُقدم أو نُحجم عن تقبل الفكر الجديد أو العمل الذي ننوي القيام به.. لذا فهذا الاحتكام هو الثمرة الأولى والأهم لوعينا الذاتي، وهذه المعايير غير ثابتة فهي تختلف من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر، ومن مرحلة عمرية إلى أخرى، ولكنها رغم عدم ثباتها إلا أن لكل إنسان معايير– قد تكون جيدة وقد تكون غير جيدة – يحتكم إليها، ويجعل لها الفيصل في كثير من أموره.. فمعايير ومحكات الوعي الذاتي هي: 1- المعيار الديني 2- المعيار التربوي 3- المعيار الاجتماعي 4- المعيار الذاتي النفسي 5- المعيار الاقتصادي 6- المعيار البيئي 7- المعيار الوطني 8- المعيار الصحي 9- المعيار العقلي الموضوعي.
لماذا نخطئ رغم أننا نتمتع بوعي ذاتي جيد؟ هل لدينا إجابة على هذا السؤال؟ أغلبية الناس لديهم وعي ذاتي جيد. ولكنهم يخطئون فلماذا؟ ولتوضيح المقصود أكثر.
- المدخن يعي أن التدخين مضر بالصحة ولكنه يدخن!
- المختلس عندما يتلاعب بالأموال يعرف أن في حال انكشاف أمره سيدفع ثمناً باهظاً لذلك وظيفته وسمعته ولكنه هذا لا يغني عن الاختلاس!
- الفتاة التي تقيم علاقة مع شاب تعرف مسبقاً خطر إقامة هذه العلاقة عليها اجتماعياً ورغم ذلك تستمر في علاقتها!
- الشاب الذي يدخل عالم المخدرات في الأغلب يكون لديه معلومات عن مخاطر إدمانها ولكن هذا لا يمنعه من تجربتها وإدمانها!!
الشخص العظيم بحق هو الذي يغوص في أعماق ذاته بحثاً عن الإجابات، ولا يقاس الوعي الذاتي بكم المعلومات أو الخبرات التي لدى الفرد، إنما يقاس بمدى القدرة على الاستفادة من تلك الخبرات والمعلومات عند الإقدام على فعلٍ معين، فالفيصل في الحكم على جودة وعينا الذاتي هو الاختيار الجيد والعمل الجيد عندما تتاح لنا الفرصة لارتكاب أخطاء لا ترتضيها معايير وعينا الذاتي (العقيدة – المعلومات – الخبرات – المبادئ – الأفكار).. في حال تمتعنا بالشفافية والمصداقية مع الذات سيتعرف كل منّا على أخطاء ارتكبها وقد تكون هذا الأخطاء كبيرة لدرجة الخطايا، وفي الأغلب نكون أقدمنا عليها ونحن نملك في ذواتنا مخزوناً من الوعي يرفض القيام بها، ولكننا رغم رسائل التنبيه التي تصلنا من وعينا الذاتي نواصل ارتكاب هذه الأخطاء.
المنظور الديني والنفسي لتفسير الأخطاء رغم الوعي الذاتي
أولاً ـ- التفسير الديني لخطأ الإنسان رغم وعيه:
1- وسوسة الشيطان الذي يجري من الإنسان مجرى الدم.. يقول الشاعر:
إني ابتليت بأربع ما سلطت ***** عليّ إلا لعظم بليتي وشقائي
إبليس والدنيا ونفسي والهوى ***** كيف الخلاص وكلها أعدائي
2- ضعف مراقبة الله واستشعارها في الخلوات:
(إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ)الملك12
3- ضعف الإيمان بالله، حتى ولو ادّعينا بأننا نملك إيمانا حقيقياً به وبيوم الحساب، فمن يؤمن بالله إيماناً حقيقياً سيمنعه هذا الإيمان من الوقوع في الأخطاء التي حرمها ونهى عنها سبحانه وتعالى: (قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إن عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)الأنعام15.
4- الابتعاد عن أداء العبادات بروحانية واستشعار حكمتها عند أدائها.
ثانياً ـ- التفسير النفسي لخطأ الإنسان رغم وعيه: الحيل النفسية أو الدفاعات النفسية التي يلجأ الإنسان إليها إذا لم يوفق في حل مشاكله، أو للتقليل من الصراعات في داخله بين ما يريده وبين ما يمليه عليه وعيه الذاتي، وأيضاً لحماية ذاته من التهديد، أو لعدم إرضاء دوافعه بطريقة سوية واقعية لأسباب كثيرة كأن تكون المشكلة فوق احتماله أو تكون نتيجة دوافع لاشعورية لا يعرف مصدرها, أو تكون ناتجة عن ضعف أو قصور في تكوينه النفسي.. وهذه الحيل تحقق للفرد التخلص من القلق والتوتر الناتج من عدم حل هذه المشكلة، ولكنها تصبح ضارة وخطرة عندما تعمي الفرد عن رؤية عيوبه ومشاكله الحقيقية ولا تعينه على مواجهة المشكلة بصورة واقعية ومن الحيل التي قد تلعب دوراً في تغييب الوعي الذاتي وتفسر وقوع الإنسان في الخطأ.. وقد يكون للعوامل الاجتماعية من تنشئة خاطئة وتقليد أعمى أو ضغوط اجتماعية دور في حدوث الخطأ.. كما أن ذلك يحدث نتيجة آليات التفكير المعوج وغير السليم كأساليب التعميم الخاطئ أو التسرع في اتخاذ القرارات أو تبني افتراضات مسبقة أو جمود فكري وعدم التمتع بالمرونة الفكرية..
أشكال آليات الدفاع الأولية أو حيل الدفاع النفسي
1- حيل الدفاع الانسحابية أو (الهروبية) مثل: الانسحاب، والنكوص، والتفكيك، والتخيل والتبرير والإنكار، والإلغاء، والسلبية.
2- حيل الدفاع العدوانية أو (الهجومية) مثل: العدوان، والإسقاط، والاحتواء.
3- حيل الدفاع الإبدالية مثل: الإبدال، والإزاحة، والتحويل، والإعلاء، والتعويض، والتقمص، وتكوين رد الفعل، والتعميم، والرمزية، والتقدير المثالي..
وفيما يلي حيل أو آليات الدفاع الأولية:
القمع أو الكظم - الكبت - الاجتياف - التماهي أو التوحد أو التقمص - الإسقاط - الإبدال أو النقل (التحويل) - النكوص - التبرير - الإعلاء والتصعيد أو التسامي - التعويض - السلبية أو الخلفة - النكران - أحلام اليقظة - الانسحاب - تكوين رد الفعل أو الرد المعاكس - التثبيت - التفكيك (العزل)- النسيان - الإلغاء (الإبطال) - التعميم.
المؤثرات السلبية التي تلعب دوراً في حياة الإنسان
هناك العديد من المؤثرات السلبية التي تلعب دوراً مهما في حياة بعض الأفراد والتأثير على بناء الشخصية، (نفسيا، انفعاليا، اجتماعيا، تربويا، صحيا، مهنيا، سلوكيا).. ماذا نعني بالمؤثر السلبي؟؟
المؤثر السلبي هو كل عامل ذاتي أو بيئي يؤثر سلباً على تطور الفرد فكرياً، أو استقراره نفسياً أو اجتماعياً أو صحياً أو اقتصادياً.. وفي تعريف آخر هي كل ما يتأثر به الفرد مما يسمع ويرى من الأمور المنافية للشرع أو الأخلاق داخل المحيط الذي يتفاعل معه (البيت، المسجد، الشارع، المدرسة، أجهزة الإعلام, أجهزة الاتصال.0الخ).
لذا فإن عمق تأثير تلك المؤثرات السلبية على الفرد تختلف في حدتها وعمقها على حسب عدة عوامل ومنها:
- عمر الإنسان ونضجه العقلي.
- وعي الإنسان الذاتي.
- المدة الزمنية التي يخضع الإنسان فيها لذلك المؤثر.
- القدرات والطاقات النفسية التي يمتلكها الفرد.
أنواع المؤثرات السلبيــة: 1- المؤثرات الاجتماعية 2- المؤثرات النفسية 3- المؤثرات الفكرية 4- المؤثرات الصحية 5- المؤثرات السلوكية 6- المؤثرات العامة.
استراتيجيات مواجهة المؤثرات السلبية
لكل مؤثر استراتيجية تناسبه على حسب طبيعته، وكذلك مدى وعي الفرد به ومناسبة سنه. ويمكن تطبيق الاستراتيجيات على ثلاث مستويات للفرد:
1- على مستوى النفس: مثل الإرشاد العقلاني الانفعالي وأساليب ضبط النفس ومهارة تقدير الذات ومهارة اتخاذ القرار وغيرها.
2- على مستوى الفكر: عن طريق مهارات التفكير الناقد.
3- على مستوى القيم: من خلال غرس بعض القيم الجيدة في شخصيته ورفع مستوى ثقته بنفسه.
الإرشاد العقلي الانفعالي
تؤكد هذه النظرية: على العلاقة بين الأفكار التي يملكها الفرد وسلوكه؛ فإذا كانت هذه الأفكار غير منطقية فإن السلوك يصبح غير سوي، وتحتاج تلك الأفكار إلى تعديل كي يستقيم السلوك، وفي ضوء الأفكار ينقسم الأفراد إلى قسمين: منطقيون وغير منطقيين بسبب الأفكار لديهم.
مفاهيم مغلوطة عند الإنسان غير المنطقي
إن معظم المشكلات التي يقع فيها الناس هي نتاج لأفكارهم اللاعقلانية والتي تعودوا عليها وتشربوها خلال تنشئتهم الاجتماعية ومن واقع الثقافة التي يعيشون فيها وقد حُددت بعض الأفكار التي يعتقد أنها تؤدي إلى انتشار المشكلات النفسية.. إن تصحيح المفاهيم الخاطئة السابقة يسهم في الحد من نظرة الفرد السيئة لنفسه واكتساب نظرة واقعية نحو الذات والحياة.. ومن ذلك ما يلي:
- زيادة الاهتمام بالنفس. - زيادة الاهتمام بالمجتمع. - الاعتماد على النفس وتوجيهها. - التسامح. - المرونة. - تقبل مستوى مقبول من النظام. (الأمور لا تسير 100% والمواقف تتطلب أن يكون هناك خطأ). - الالتزام (بالقيم والعادات والتقاليد.0). - التفكير المنطقي العلمي (حلل الموقف منطقياً دون مبالغة). - تقبل النفس وتحمل المخاطر (النفس على علاّتها).
من الطرق السلبية في التفكير
- قراءة الأفكار.
- التكهن.
- تصوير الأمور في شكل كارثي.
- الوسم.
- التحقير من شأن الجوانب الإيجابية، والتركيز على إبراز الجوانب السلبية.
- الإفراط في التعميم.
- التفكير بأسلوب إما كل شيء أو لا شيء.
- الواجب عمله.
- الإلقاء باللائمة على الذات، أو على الآخرين.
- عقد مقارنات مجحفة وفي غير مكانها.
- توجيه الندم.
- الاستدلال العاطفي.
- العجز عن الدحض.
- التركيز على إطلاق الأحكام.
التفكير الناقد
التفكير الناقد من أهم المهارات التي يستخدمها الفرد للحكم على الأشياء بقبولها أو رفضها، وإذا استطاع المتدرب أن يكتسبها فإنه بذلك قد حقق استراتيجية متميزة تغني عن كثير من الاستراتيجيات الأخرى لأنه سيبني آليات جديدة لم يتعود عليها مسبقاً بحيث تعمل دور الوقاية والنماء والعلاج بنفس الوقت.
أنماط التفكير
يمكن تصنيف التفكير من حيث فاعليته إلى نمطين:
1- التفكير الفعّال: يتطلب نمط التفكير الفعال استخدام مهارات التفكير المتنوعة وإستراتيجياتها المختلفة بدرجة عالية من الكفاءة، كما ينبغي على الفرد الذي يطبق هذا النمط من التفكير الاتصاف بمجموعة من الخصائص الشخصية والفكرية الآتية:
- الرغبة في تحديد المشكلة بكل دقة ووضوح.
- استخدام مصادر موثوقة من البيانات والمعلومات.
- البحث عن بدائل وفحصها باهتمام بالغ.
- البحث عن الأسباب ذات العلاقة وعرضها للمناقشة.
- الانفتاح على الأفكار والآراء الجديدة.
- إصدار الأحكام المناسبة واتخاذ القرارات الملائمة في ضوء الأهداف المرسومة وليس في ضوء الرغبات الشخصية أو العواطف المتقلبة.
- الالتزام بالموضوعية منهجاً للبحث والنقاش.
- الاجتهاد والمثابرة في العمل على حل المشكلات وإثارة التفكير باستمرار.
- التشكيك في الأمور والمعلومات من أجل الوصول إلى الأفضل منها.
- تأجيل إصدار القرارات عند الافتقار إلى الأدلة الكافية.
2- التفكير غير الفعّال: وهو ذلك النمط من التفكير الذي لا يتبع منهجية واضحة أو دقيقة، ويقوم على مغالطات أو افتراضات باطلة أو متناقضة، أو ادّعاءات وحجج غير متصلة بالموضوع، أو إعطاء تعميمات وأحكام متسرعة، أو ترك الأمور للزمن أو للحوادث كي تعالجها.
أنماط السلوك التي يتبعها الأفراد الذين لا يلتزمون بالتفكير الفعال، تتمثل في الآتي:
- اللجوء إلى القوة والهجوم الشخصي أو الجماعي بهدف القضاء على الأفكار أو الآراء المطروحة التردد في اتخاذ القرارات المناسبة في ضوء الأدلة المتوفرة.
- التضليل وإساءة استخدام الدعابة البريئة، والهادفة، لتوجيه النقاش بعيداً عن الموضوع الرئيسي.
- إساءة استخدام اللغة بقصد أو بغير قصد، من أجل الابتعاد عن صلب الموضوع أو الوصف المجانب للصواب.
- اللجوء إلى حسم المواقف بطريقة مزاجية أو عن طريق الصواب أو الخطأ، أو عن طريق الاعتقاد بما يُسمى بالأبيض والأسود فقط، رغم إمكانية وجود خيارات عديدة.
- طرح فرضيات مخالفة للواقع، أو الاستناد إلى فرضيات مغلوطة أو مبالغ فيها لرفض فكرة معينة.
- الاستهتار بالمشكلات المعقدة والنظر إليها نظرة بسيطة لا تتناسب مع صعوبتها.
- الاعتماد على الأمثال أو الأقوال المعروفة في إصدار القرارات والحكم على الأمور مهما اختلفت خصوصيات المشكلات المعروضة للنقاش.
مفهوم التفكير الناقد
ورَدَ الفعل "نقد" في (لسان العرب) بمعنى ميّز الدراهم وأخرج الزيف منها، كما ورد تعبير "نقد الشعر ونقد النثر" في (المعجم الوسيط) بمعنى أظهر ما فيهما من عيب أو حسن. والناقد الفني كاتب عمله تمييز العمل الفني: جيده من رديئه، وصحيحه من زيفه.
ماذا نعني عندما نقول بأن فلاناً يفكر تفكيراً ناقداً؟
للإجابة عن هذا السؤال ولإعطاء فكرة مبسطة، نورد تالياً قائمة في بعض الخصائص والسلوكيات البارزة التي أوردها باحثون متخصصون في وصف الشخص الذي يفكر تفكيراً ناقداً.
خصائص المفكر الناقد
- منفتح على الأفكار الجديدة.
- لا يجادل في أمر عندما لا يعرف شيئاً عنه.
- يعرف متى يحتاج إلى معلومات أكثر حول شيء ما.
- يعرف الفرق بين نتيجة "ربما تكون صحيحة" ونتيجة "لا بد أن تكون صحيحة".
- يعرف بأن لدى الناس أفكاراً مختلفة حول معاني المفردات.
- يحاول تجنب الأخطاء الشائعة في استدلاله للأمور.
- يتساءل عن أي شيء يبدو غير معقول أو غير مفهوم له.
- يحاول فصل التفكير العاطفي عن التفكير المنطقي.
- يحاول بناء مفرداته اللغوية بحيث يكون قادراً على فهم ما يقوله الآخرون، وعلى نقل أفكاره بوضوح.
- يتخذ موقفاً أو يتخلى عن موقف عند توافر أدلة وأسباب كافية لذلك.
- يأخذ جميع جوانب الموقف بنفس القدر من الأهمية.
- يبحث عن الأسباب والبدائل.
- يتعامل مع مكونات الموقف المعقد بطريقة منظمة.
- يستخدم مصادر علمية موثوقة ويشير إليها.
- يبقى على صلة بالنقطة الأساسية أو جوهر الموضوع.
- يعرّف المشكلة بوضوح.
معايير التفكير الناقد
يقصد بمعايير التفكير الناقد تلك المواصفات العامة المتفق عليها لدى الباحثين في مجال التفكير، والتي تتخذ أساساً في الحكم على نوعية التفكير الذي يمارسه الفرد في معالجته للمشكلة أو الموضوع المطروح. ومن أبرز هذا المعايير ما أورده الباحثان "أيلدر وبول"، على النحو الآتي:
الوضوح, والصحة, والدقــة, والربــــط, والعمق, والاتساع, والمنطق.
القيَم
تحتل القيم مكانتها لدى الفرد حسب حاجته إليها واهتمامه بها.. فيعطي الفرد أهمية ضئيلة للقيمة إذا لم يكن قد وصل بعد إلى المستوى أو الدرجة التي يعرف من خلالها مدى مناسبة هذه القيمة.. وأهميتها بالنسبة له..!!
أنواع القيَم
1- قيَم إيجابية، وهي مثل: الصدق، الانتماء، الاعتذار عند الأخطاء، الإنصاف، التبيّن (التثبت)، التفاؤل، التواضع، الطموح، علو الهمة، قوة الإرادة، تحمل المسؤولية.. والشعور بها، كتمان السر، النظام، الوفاء، الاحترام.
2- قيَم سلبية، وهي مثل: الكذب، الوهن، إفشاء السر، الإجحاف، الاتهام، التشاؤم، الكبر. (التعاون على الإثم والعدوان)، التكاسل والتقاعس، ضعف العزيمة وضعف الهمة، سوء الخلق، التملص من المسؤولية، إفشاء السر، الخيانة، الازدراء.
الثقة بالنفس
تعد الثقة بالنفس مهمة للغاية للتمتع بحياة سعيدة وكاملة. وهي تؤثر إيجابياً على نجاحك في العمل وعلى حياتك الأسرية وعلاقاتك مع الآخرين والأنشطة التي تقوم بها في وقت فراغك. كما أنها تؤثر على أدائك في كل ما تقوم به. ومما لا شك فيه أن أفضل ما يمكن أن يمتلكه أي شخص هو الثقة بالنفس، فلا يمكن أن تعوض الثروة ولا الشهرة عن ضعف الثقة بالنفس.. لذا فإن الوقت والطاقة التي تخصصها لبناء الثقة بالنفس واحترام الذات ما هي إلا استثمار لحياتك بأسرها. وفي الواقع، يمكنك – بل يمكننا جميعاً – تعلم اكتساب الثقة بالنفس لأن هذا في وسعنا دوماً، بصرف النظر عن حياتنا الماضية أو مستوانا العلمي أو الأسري أو حتى المرحلة التي وصلنا إليها حالياً من الثقة بالنفس.
كيفية اكتساب الثقة بالنفس
لاكتساب الثقة بالنفس لابد من تطبيق الآتي:
1- اتخذ قراراً بتحقيق الثقة بالنفس بإصرار وحاول أن تلتزم بهذا القرار.
2- غير من طريقة تفكيرك. ويتضمن هذا تغيير السمات والعادات التي تقيد تفكيرك.
3- استخدم خيالك. يمكنك، على سبيل المثال، أن تتخيل أنك شخص واثق من نفسك.
4- تصرف وكأنك تثق بنفسك بالفعل. وكلما تحدثت وتصرفت بثقة، ازدادت ثقتك بنفسك.
مصادر البحث:
- الجديد في الطب النفسي – المؤتمر العربي السادس للطب النفسي – اتحاد الأطباء النفسيين العربي – القاهرة 1994.
- علي زيعور – الدراسة النفسية الاجتماعية بالعينة للذات العربية – دار الأندلس – بيروت 1984.
- عبد الستار إبراهيم ورضوان إبراهيم – الحضارة والعلاج النفسي – مجلة العلوم الاجتماعية – مجلد 24 عام 1996
- د. مصطفى صفوان ود. عدنان حب الله – إشكاليات المجتمع العربي – قراءة من منظور التحليل النفسي – المركز الثقافي العربي – الدار البيضاء – المغرب 2008.
المصدر : العدد 61 تموز 2012