* نظام تدريبي لحل المشكلات التي تعاني منها استراتيجيات التدريب
* المساعدة على التقاء أهداف الإدارة التربوية مع أهداف المتدربين
تنفذ غالبية استراتيجيات التدريب من حيث توقيتها في أحد الأوقات التالية:
أ- بعض هذه الدورات ينفذ خلال أوقات الدوام المدرسي وهذا يستوجب تفرغ المتدرب المشارك في هذه الدورات تفرغاً كاملاً وانقطاعه عن العمل في المؤسسة التعليمية التي ينتسب إليها، مما يضطر الجهات المعنية إلى سد هذا الفراغ الذي يتركه المعلم المتدرب من خلال تكليف معلمي الضرورة (الاحتياط) ولهذا نتائج سلبية معروفة وخاصة في مرحلة التعليم الأساسي.
ب- بعض هذه الدورات ينفذ خلال العطل المدرسية كالعطلة الصيفية وعطلة منتصف العام الدراسي وذلك على حساب راحة المعلم وعلى حساب عائلته وشؤونه الشخصية التي غالباً ما يمارسها خلال هاتين العطلتين.
ج- بعض هذه الدورات ينفذ بعد الظهر، وخارج أوقات الدوام المدرسي، مما يشكل عبئاً ثقيلاً على المعلم المشارك فينعكس على شخصه وعلى عمله التعليمي في المدرسة، ذلك العمل الذي يحتاج التحضير المسبق والاستعداد المسبق والاستعداد الدائم لممارسة العمل بكل نشاط.
لهذه الأسباب وغيرها لابد من البحث عن أسلوب تدريبي يتحاشى هذه السلبيات ويحقق في الوقت نفسه أفضل النتائج الممكنة، وقد يكون في المنحى التكاملي متعدد الوسائط في تدريب المعلمين الحل الممكن للمشكلات التي تعاني منها غالبية استراتيجيات التدريب.
مفهوم المنحى التكاملي في التدريب:
تم تطوير هذا النظام التدريبي التكاملي من قبل خبراء معهد الأونروا منذ تأسيسه في عام 1964، بالتعاون مع منظمة اليونسكو وعلى مدى سنوات طويلة، وقد صمم هذا المنحى ليكفل تدريب المعلمين المنتسبين إليه في أثناء خدمتهم، وهم على رأس عملهم وفي مدارسهم بطريقة تسمح بالجمع بين العمل وبين المشاركة في برنامج التدريب، وذلك لتحاشي تفريغ المدارس من معلميها وحرصاً على الاستفادة من مبانيها وتجهيزاتها وما يتوافر فيها من مراجع تربوية ووسائل تعليمية وتدريبية.
أي إن المنحى التكاملي في التدريب هو المنحى الذي يقوم على بقاء المعلم المتدرب على رأس عمله التعليمي في المدرسة، وعدم الحاجة إلى التحاقه بمركز للتدريب أو تفريغه خلال مدة البرنامج، وبدلاً من ذلك يتم تفريغ المدربين التربويين الذين ينتقلون إلى المدرسة لممارسة عملهم التدريبي بالتعاون مع الإدارة المدرسية، وفق تنظيم يحدد عدداً من المعلمين المتدربين في عدد من المدارس لتشكيل مجموعة تدريبية، يشرف عليها مدرب تربوي متفرغ لهذا العمل .
ويعدّ المنحى التكاملي في التدريب المستمر للمعلمين نظاماً تدريبياً، يقوم أساساً على تعدد الأساليب والتقنيات، وتعدد المصادر ونظراً لاعتماد هذا المنحى التدريبي على التعلم الذاتي كأسلوب أساسي من هذه الأساليب، فإنه يبقى نظاماً تدريبياً مفتوحاً قابلاً للتطوير المستمر كلما دعت الحاجة إلى ذلك، وكلما ظهرت أساليب وتقنيات جديدة تعزز التعليم والتدريب.
يبدأ برنامج التدريب القائم على المنحى التكاملي مع بداية العام الدراسي، حيث يعمد المدربون التربويون إلى مسح المدارس الواقعة في منطقة التدريب لهذا العام الدراسي، وذلك لإعداد جداول بأسماء المعلمين المرشحين للانتساب إلى برنامج التدريب والمعلومات اللازمة عنهم، ثم يوزع هؤلاء المعلمون على مجموعات، وتخصص كل مجموعة بواحد من المدربين التربويين، حيث يعمد كل مدرب إلى الاجتماع بمجموعته ليعرّفهم بمكونات برنامج التدريب وأساليبه وأهدافه ومناشطه المختلفة، وبعد ذلك تبدأ المناشط والأساليب التدريبية المختلفة المقررة في برنامج التدريب.
أساليب التدريب في المنحى التكاملي:
يجمَع المنحى التكاملي بين أساليب مباشرة وغير مباشرة مع المعلمين المتدربين.
ويقصد بالأساليب المباشرة: التفاعل المتبادل بين المدرب والمتدرب من خلال الأساليب التالية: الحلقات الأسبوعية – الدروس التوضيحية – الزيارات الصفية التدريبية – البحوث الإجرائية – الدورة التدريبية المكثفة – التقويم.
ويقصد بالأساليب غير المباشرة: الأساليب التي لا تقتضي وجود المدرب التربوي شخصياً مع المتدرب، وهي:
التعيينات التدريبية - المصادر والمراجع التربوية - مصادر المعلومات المختلفة.
وفيما يلي شرح لبعض تلك الأساليب التدريبية المباشرة وغير المباشرة.
أولا: التعيينات التدريبية
1- مفهوم التعيين التدريبي:
التعيين التدريبي عبارة عن أُملية تدريبية، وسُمي تعييناً لأنه صُمم خصيصاً ليكون واجباً وظيفياً للدراسة الذاتية من قبل المعلم المتدرب وهو يهدف إلى إغناء الثقافة التربوية لدى المتدرب وتحسين مهارة الدراسة الذاتية لديه وممارساته التعليمية، ويتناول التعيين موضوعاً واحداً لدراسته ذاتياً من قبل المتدربين، ثم مناقشته في الحلقة الأسبوعية اللاحقة، وهو يحتوي على مجموعة من الفعاليات الفكرية والعلمية، يكلف المتدرب القيام بها، وتكون التمرينات جزءاً هاماً من التعيين، وفي ضوء ممارسة المتدربين لها وإنجازها يتوقف نجاح التعيين في تحقيق الهدف منه.
ويشترط في التعيين أن يكون قيد التطوير المستمر بهدف مواكبة التطور الحضاري والتربوي.
يتطلب التعيين التدريبي من مؤلفه أسلوباً يختلف عن أساليب الكتب والنشرات الثقافية المألوفة، فالتعيين يجب أن يكون واضحاً بذاته، وافياً بهدفه، وأن يشجع على الدراسة الذاتية المقرونة بإجراء التحليلات الخاصة وتكوين الآراء البناءة، وتطبيق ما يتعلمه من التعيين في ممارساته التعليمية.
2- وظائف التعيين التدريبي:
أ- تلبية احتياجات المعلمين المتدربين في واقعهم المهني.
ب- المساعدة على تفريد التعليم.
ج- توفير الفرص لهم لاكتساب كفايات وحقائق ومفاهيم واتجاهات وقيم تعليمية محددة.
د- تحقيق التكامل بين الأفكار النظرية الموجودة في التعيين، وبين الممارسات والتطبيقات العملية.
هـ تعزيز ما اكتسبه المتدربون من حقائق ومفاهيم واتجاهات وكفايات من خلال ما تقترحه من نشاطات متابعة ترتبط بها.
3- مكونات التعيين التدريبي الجيد:
أ- المقدمة أو النظرة الشاملة: وهي تساعد المتدرب على إدراك الكفايات المرغوبة وتبصِّره بالنشاطات الرئيسة المخططة والعلاقة العضوية بين هذه النشاطات وتلك الكفايات من جهة، وبينها وبين ما سبقها وما سيلحق بها من نشاطات وموضوعات في التعيينات الأخرى.
ب- الأهداف: تكتب في صورة سلوك يتوقع أن يؤديه المتدرب عن طريق النشاطات المخططة والموجهة نحو الكفايات المرغوبة، ويشترط في هذه الأهداف أن تستمد من الأهداف التدريبية العامة وتتكامل معها.
ج- المادة العلمية التدريبية أو المحتوى: يقصد بالمادة التعليمية جملة المفاهيم والحقائق والأفكار والآراء والاتجاهات والقيم والمهارات المراد من المتدرب اكتسابها، والتي تتضمنها المادة التدريبية وترتكز عليها النشاطات التدريبية المخططة.
د- النشاطات التدريبية: التي يطلب من المتدرب القيام بها، مجتمعة أو متفرقة من أجل تمثيل الأهداف المتوخاة. وتتخذ هذه النشاطات أشكالاً مختلفة، كحل المسائل، وإجراء التجارب .. الخ.
ه- التقويم: وهو في التعيين مجمل النشاطات والأعمال التقويمية، والإجراءات الأخرى التي يقوم بها المتدرب سعياً إلى تحديد مستواه القبلي في إطار المادة العلمية وأهدافها التدريبية المتوخاة.
ويتخذ التقويم عدة أشكال: تقويم قبلي – تقويم مرحلي – تقويم ختامي – متابعة بعدية.
ثانياً: الحلقات الأسبوعية
1- مفهوم الحلقة الأسبوعية:
تشير كلمة حلقة إلى الاجتماع الأسبوعي الذي ينظمه المدرب التربوي لمجموعة من المتدربين لتدرس موضوع محدد من برنامجهم التدريبي، وهو مضمون التعيين التدريبي الذي وزع عليهم مسبقاً وقبل وقت كاف من حضورهم للحلقة الأسبوعية، وتتألف المجموعة التي تشترك عادة في حلقة أسبوعية من 15 إلى 20 متدرباً.
2- ضرورة الحلقات الأسبوعية:
أ- توفر الحلقة الأسبوعية الفرصة للمتدربين للتعمق في المفاهيم الأساسية التي تعلموها من
خلال قراءاتهم الذاتية للتعيينات، والتوسع في هذه المفاهيم والأفكار من خلال إتاحة الفرصة لهم لمناقشة هذه المفاهيم فيما بينهم وبين قائد الحلقة الأسبوعية من ناحية أخرى.
ب- توفر الفرصة لمناقشة التطبيقات العملية المتصلة بموضوع الحلقة.
ج- توفر الفرصة لتطوير اتجاهات إيجابية نحو موضوع التعيين المقرر للحلقة.
د- تساعد على توفير الدافع لدى المتدربين لقراءات أوسع حول الموضوع المعني.
ه- توفر الفرصة لتعلّم مصاحب أو عرضي يتعلق بالأساليب المستخدمة في أثناء الحلقة.
و- تساعد المدربين التربويين في تخطيط توجيههم للتعليم الصفي من قبل المتدربين.
ز- تمكن الحلقة الأسبوعية المدربين التربويين من توفير تغذية راجعة حول فاعلية الحلقات.
3- تخطيط الحلقة الأسبوعية وتنفيذها:
يقع التخطيط للحلقة الأسبوعية على عاتق المدرب التربوي، والذي عليه قبل فترة كافية أن:
أ- يتأكد من توزيع التعيين على المتدربين قبل موعد الحلقة بفترة كافية.
ب- يقرأ التعيين المتصل بالموضوع ويقوم بالقراءات الإضافية المقترحة.
ت- يدرس بعناية خطة العمل المتصلة بالموضوع.
ث- يضع أهدافاً للحلقة الأسبوعية.
ج- يتأكد من تحقيق التوازن والانتقاء، التوازن في توزيع الوقت بين موضوعات الحلقة وأقسامها، والمهارة في انتقاء المفاهيم والقضايا التي ستناقش في الحلقة، دون الحرص على تغطية ما ورد في التعيين.
ح- يعمل على تأمين الظروف المادية, من حيث شروط المكان الذي تعقد فيه الحلقة والوسائل التدريبية الملائمة.
خ- المرونة في تنفيذ خطة الحلقة الأسبوعية.
د- توظيف الوسائل السمعية البصرية في الحلقة الأسبوعية.
ذ- السماح بالمناقشة الحرة على أن لا تتحول إلى أمور جدلية أو رياضة كلامية.
ر- استثارة دافعية المتدربين لمواصلة التدرب والتحصيل.
ز- الخروج بمضامين وتطبيقات محددة للمسؤوليات التعليمية للمتدربين.
س- تلخيص النقاط الرئيسة التي ظهرت خلال النقاش في الحلقة.
ثالثا: الزيارات الصفية التدريبية
1- مفهوم الزيارة الصفية التدريبية:
تشكل الزيارات الصفية التدريبية جانباً هاماً جداً من النشاطات المختلفة التي يوظفها برنامج التدريب المستمر القائم على المنحى التكاملي متعدد الوسائط.
تهدف الزيارات الصفية التدريبية إلى مساعدة المتدربين على تحسين ممارساتهم التعليمية ورفع مستواها في إطار مسؤولياتهم بوصفهم منظمين للتعلم وميسرين له. ولكن هذا الهدف التدريبي لا يستبعد الهدف التقويمي الذي يسعى للكشف عن مدى التقدم الذي يحققه المعلم المتدرب في إطار برنامج التدريب، علما بأن البرنامج يضع الهدف الأخير في المقام الثاني حتى لا يطغى على الهدف التدريبي.
تستغرق الزيارة الصفية عادة حصة كاملة تسمح بملاحظة الموقف التعليمي كاملاً، ومن ثم تفسح المجال لدراسة تعاونية بين المدرب التربوي من جهة، والمتدرب من جهة أخرى لمختلف جوانب هذا الموقف.
مراحل الزيارة الصفية التدريبية.. يتطلب تنفيذ الزيارة الصفية التدريبية اتباع المراحل التالية:
أ- تهيئة الظروف المناسبة: إن دراسة سجل المتدرب قبل زيارته تساعد في تكوين فكرة سليمة عن احتياجاته التدريبية، وعن بعض الممارسات الخاصة الجديرة بالملاحظة داخل الصف المدرسي. لذا ينصح المدرب التربوي أن يلتقي المتدرب قبل الزيارة الصفية التدريبية مباشرة لفترة وجيزة، بغية توضيح الهدف التدريبي للزيارة وتوفير جو من الطمأنينة للمتدرب.
ب- ملاحظة الموقف الصفي: يجب مراعاة بعض الأمور في أثناء ملاحظة الموقف الصفي منها:
- المحافظة على السير الطبيعي للدرس، وذلك بتفادي عوامل التشتيت، كالتدخل المباشر في سير الدرس، أو التحدث مع المتعلمين أو مطالبتهم ببعض دفاتر العمل الصفي للاطلاع عليها.
- تسجيل الملاحظات الهامة دون لفت انتباه المتعلمين.
- توجيه كلمة شكر للمعلم على الجهود التي يبذلها قبل مغادرة الصف الدراسي.
ج- تقويم الممارسة التعليمية: يعدّ اللقاء بين المدرب التربوي والمعلم المتدرب بعد تنفيذ الزيارة الصفية التدريبية، نشاطاً أساسيا لتحقيق وظيفتها التدريبية، ويقوم المدرب والمتدرب معاً متعاونين بدراسة لتحليل الموقف الصفي في ضوء معايير متفق عليها، أي دراسة الدور الممارس والدور المتوقع للمعلم ومن ثم التوصل إلى مقترحات تسهم في تحسين الأداء الصفي للمتدرب.
د- التقويم النهائي للزيارة الصفية التدريبية: وهنا يكون المدرب التربوي حلقة وصل بين المعلمين المتدربين الذين لديهم اقتراحات لتطوير التدريب وبين القيادة التربوية، حيث يستخدم المدرب التربوي استمارة خاصة في التقرير عن الزيارة الصفية التدريبية وتقويمها، ويدون فيها الملاحظات الهامة عن أداء المعلم المتدرب، وترفع هذه التقارير إلى المشرفين على برنامج التدريب لدراستها دراسة مقارنة، وإبداء التوجيهات، ثم يتم رفع عيّنة منها إلى الإدارة التربوية لتقوم بدورها بدراستها، وإبداء التوجيهات بشأنها.
رابعاً: الدروس التوضيحية الكاملة
ويطلق عليها البعض اسم الدروس التطبيقية، وهي أسلوب علمي عملي مرن ومنظم ومخطط له بعناية يربط بين الجوانب النظرية المعرفية بالتطبيق والأداء والممارسة العملية، ويهدف إلى توضيح فكرة أو تجريب طريقة تعليمية مبتكرة أو استخدام وسيلة تعليمية حديثة ويرغب المشرف التربوي في إقناع المعلمين بفاعليتها وأهمية استخدامها، والوقوف على إمكانية تطبيقها، وهي تشكل مواقف تدريبية حقيقية للمعلمين وخاصة المبتدئين منهم تحسِّن من كفاياتهم التدريسية.
وقد يقوم بتنفيذ الدرس المشرف التربوي نفسه أو معلم ذو خبرة جيدة أمام المعلمين.
أهداف الدروس التوضيحية:
1- إكساب المعلمين مهارة استخدام بعض الأساليب المبتكرة وإثارة دافعيتهم لتجريب هذه الأساليب واستخدامها مما يساعد بالتالي على تحسين أدائهم.
2- تطوير اتجاهات المعلمين نحو التجريب وترجمة الأفكار النظرية إلى واقع عملي وتبصيرهم بالصعوبات.
3- تحقيق التواصل الإيجابي بين المشرف التربوي والمعلمين وتوثيق الصلة بينهم من خلال التعاون في مجالات التخطيط والتنفيذ وتقويم النتائج.
4- إتاحة المجال لاختبار فاعلية الأفكار الجديدة وإمكانية تطبيقها وتعميمها بحيث تصبح مواقف المعلمين إيجابية نحوها.
5- إتاحة الفرصة للمعلمين لمقارنة الطرائق التي يعملون وفقها مع الطريقة الجديدة وتبادل الخبرات فيما بينهم وبيان أوجه القوة والضعف في أدائهم، وتحديد الصعوبات التي قد تعترض تطبيقها في مختلف الظروف.
6- تضييق الفجوة بين النظرية والتطبيق.
7- مساعدة المعلمين الجدد من خلال تعريفهم ببعض التطبيقات لمواقف تعليمية جديدة يمكن أن ينطلقوا منها لبدء حياتهم بداية سليمة وتجديد خبرات المعلمين القدامى.
8- تحديد الحاجات التدريبية للمعلمين والتي تشكل محوراً للدرس التوضيحي.
مجالات استخدام الدروس التوضيحية.. تستخدم في مواقف تعليمية متنوعة منها:
1- تعريف المعلمين ببعض الطرائق التدريسية وكيفية تطبيقها عملياً.
2- الوقوف على أساليب الحوار الفعالة ومهارات الاتصال والتفاعل اللفظي وغير اللفظي في الدرس.
3- الاطلاع على كيفية استخدام بعض الوسائل وتقنيات التعليم في المواقف التعليمية.
4- التعرف على استراتيجيات إثارة الدافعية وتعزيز تعلم التلاميذ.
5- التعرف على أنواع التقويم المتبعة بالدرس.
الانتقادات التي توجه للدروس التوضيحية:
1- أنها لا تتم في ظروف طبيعية، حيث يهيأ كل شيء بصورة مسبقة، حتى التلاميذ، مما يفقد الموقف التعليمي عفويته ويجعل ردود الفعل لدى التلاميذ مصطنعة.
2- قد يركز المعلمون الحاضرون للدرس ملاحظاتهم على أمور ثانوية وتفاصيل ليست من أساسيات الدرس بدلاً من أن تحوي ملاحظاتهم إضافة إثرائية.
خامساً: البحوث الإجرائية
البحث الإجرائي لتحسين الممارسات المدرسية، واحد من الأساليب المتكاملة التي تكوّن المنحى التكاملي متعدد الوسائط في التدريب المستمر للمعلمين.
وهو أسلوب في التدريب والتطوير يعطي في بداية الأمر انطباعاً غامضاً مبهماً، ويجعل بعض المتدربين يقفون منه موقفاً سلبياً، ولكن ما إن يقطع المعلمون المتدربون شوطاً فيه، فإن الموقف السلبي ينقلب تدريجياً إلى موقف إيجابي بعد تفهّم هذا الأسلوب وأهميته في تحقيق النمو المهني وحل المشكلات المدرسية.
وهو بحث محدد الإطار، يتناول حل مشكلات مدرسية، يقوم به المعلمون والمديرون بغية تحسين نوعية القرارات التي يتخذونها، والأعمال التي يمارسونها في المدرسة.
يتميز البحث الإجرائي عن البحث التربوي الذي يقوم به الباحثون الاختصاصيون، في أنه بحث محدد الأهداف ومحدد الوسائل والأدوات وفي تركيزه على المشكلات المدرسية واليومية منها بخاصة، وهو يهدف قبل كل شيء إلى محاولة حل هذه المشكلات وتحسين الممارسات المدرسية.
شروط البحث الإجرائي:
أ- أن يكون البحث الإجرائي من النوع الذي يمكن أن يقع ضمن إطار قدرة المعلم على البحث.
ب- أن يكون منسجماً مع السياسة التربوية.
ج- أن يكون البحث الإجرائي من النوع الذي لا يتعارض مع واجبات المعلم الذي ينبغي عليه القيام بها أولاً.
د- أن يكون البحث الإجرائي من النوع الذي يمكن للمعلم الباحث أن يتمه في مدة معقولة حتى يستطيع أن يقوم بتطبيق النتائج التي يسفر عنها بحثه.
ه- أن يكون البحث الإجرائي من النوع الذي يمكن للمعلم الباحث أن يطبق نتائجه بسهولة ودون عقبات.
خطوات البحث الإجرائي.. يتبع المعلمون في بحوثهم الإجرائية الخطوات التالية:
1- اختيار الموضوع وتحديد المشكلة.
2- وضع الفرضية وتحديد أسلوب البحث.
3- تصميم التجربة لاختبار صحة الفرضية.
4- اختبار أساليب البحث وأدواته أو تصميمها.
5- إجراء التجربة وجمع البيانات.
6- استخلاص النتائج.
7- تطبيق النتائج.
أساليب وأدوات البحث الإجرائي.. ويمكن للمعلم الباحث استخدام بعض الأساليب التالية:
1- الملاحظة المنظمة الموثقة بجداول التسجيل وجداول التوقيت.
2- سجل الحوادث، وذلك بتسجيل الحوادث والوقائع حين وقوعها أو بعد ذلك مباشرة.
3- المقابلات.. ولها أنواع منها:
أ- المقابلة الفردية والمقابلة الجماعية.
ب- المقابلة المخططة والمقابلة غير المخططة.
ج- المقابلة الموجهة والمقابلة غير الموجهة.
4- الاستمارة.. وهي الاستمارة التي يصممها المعلم الباحث أو يأخذها جاهزة من أحد المراجع أو البحوث.
فوائد البحوث الإجرائية:
1- الحصول على نتائج يمكن استغلالها في تحسين العملية التعلّمية التعليمية.
2- تدريب المعلمين على استخدام الأساليب العلمية في البحث وخل المشكلات سواء من خلال جمع البيانات أو من خلال المعالجات الإحصائية، والتحلي بالموضوعية والعلمية.
3- تعزيز التعاون بين المشرف والمعلمين.
4- تشجيع المعلمين على الاستجابة للتغيير في أساليبهم وممارساتهم مما يحقق لهم نمواً مهنياً صحيحاً.
5- تنمية اتجاهات إيجابية لدى المعلمين كالنقد البناء وتقبل أفكار الآخرين والحوار معهم.
سادساَ: الدورات التدريبية
تشكل الدورة التدريبية، التي تنظم في إطار المنحى التكاملي متعدد الوسائط، وسيطاً تدريبياً أساسياً وجزءاً لا يتجزأ من برنامج التدريب المستمر القائم على المنحى التكاملي.
ولا بد للمشرف التربوي من مراعاة ما يلي عند وضع برنامج تدريبي للمعلمين:
1- تحديد الأهداف والأولويات التي توجه فعالية التدريب.
2- معرفة كافية بواقع المتدربين وتحسين فعالياتهم التعليمية.
3- أن يكون البرنامج التدريبي شاملاً يحقق التنسيق والتوجيه والتقويم.
4- أن يكون مكان التدريب وتوقيته متوافقاً مع واقع المعلمين وحاجاتهم.
5- أن يلبي محتوى البرنامج التدريبي حاجات المعلمين في عملهم الميداني.
6- أن يوفر الوسائل والتقانات التعليمية وكل ما يفيد في مساعدة المعلمين على المشاركة في التدريب.
7- أن يتم تقويم المعلمين ومعرفة أثر التدريب على الأداء والممارسة.
سابعاً: تقويم المتدرب في المنحى التكاملي
1- أهداف التقويم في المنحى التكاملي.. يعمل تقويم المتدربين في المنحى التكاملي على قياس مدى تحقيق أهداف البرنامج في تطوير معارف الدارسين ومهاراتهم، والوقوف على مدى التزامهم بمناشط المنحى المختلفة، ومشاركتهم فيه، وهو يهدف إلى:
أ- تحليل الصعوبات الدراسية والفنية التي يواجهها المتدرب في إطار الموضوع المعني بالبرنامج التدريبي وذلك عن طريق تحليل الاختبارات ودراسة نتائجها وتفسيرها، والإفادة منها في المعالجة والمتابعة.
ب- تخطيط الإجراءات العلاجية اللازمة لتحسين أساليب التقويم وأدواته.
ج- توفير تغذية راجعة حول محتوى الوحدات الدراسية في البرامج التدريبية.
د- تطوير المناشط التدريبية وتحسينها.
2- مراحل التقويم في المنحى التكاملي:
أ- التقويم المرحلي للمتدربين: وهو عبارة عن الاختبارات الفترية التكوينية التي تنظم للمتدربين على فترات وعلى امتداد مدة التدريب أثناء الخدمة، وذلك بعد الانتهاء من كل وحدة تدريبية في البرنامج.
ب- التقويم النهائي للمتدربين: ينظم التقويم النهائي على شكل اختبار خطي يجري في نهاية برنامج التدريب، وتوضع أسئلة هذا الاختبار من قبل الإدارة العليا للبرنامج وذلك بقصد توحيد مستوى التقويم للمتدربين من أجل الخروج بدلالة كافية عن نسبة نجاح البرنامج.
وتشمل أسئلة التقويم النهائي أفكاراً ومهارات من مختلف التعيينات التدريبية والمناشط المكونة للمنحى التكاملي متعدد الوسائل في تدريب المتعلمين.
ويعدّ النجاح في الاختبارات الفترية مستلزماً أساسياً لدخول الامتحان النهائي، إضافة إلى توافر الشروط الأخرى ومنها أن لا تزيد نسبة الغياب عن الحلقات الأسبوعية أكثر من 20% وبعذر مقبول، وأن يكون المتدرب قد حضر كافة المناشط بما فيها الدورة المكثفة. وأن يكون قد قام بالبحث الإجرائي وتقدم به إلى المدرب التربوي.
مزايا المنحى التكاملي في التدريب
1- تعدد الأساليب التدريبية المختلفة المقررة في برنامج التدريب.
2- تكامل الأساليب التدريبية المستخدمة وترابطها معاً في كل عضوي واحد، وفي توجهها معاً نحو الأهداف المحددة سلفاً، والقائمة على احتياجات المعلمين المتدربين.
3- إن اعتماد المنحى التكاملي في التدريب على التخطيط الهادف يشعر المعلمين منذ اللحظة الأولى بأنهم يشاركون في برنامج مخطط ودقيق، تتضح فيه الأهداف والمناشط وأساليب التقويم، كما يشعرهم بجدية العمل وأهميته، فيقدرونه ويقدرون القائمين عليه، وتتكون لديهم اتجاهات إيجابية نحوه، تؤدي إلى رغبتهم في الاشتراك فيه والاستفادة منه.
4- قيام البرنامج التدريبي على احتياجات المعلمين المتدربين الحقيقية يجعل له معنى وقيمة لديهم، لأنه يلبي مطالبهم، ويسد احتياجاتهم التدريبية.
5- يساعد المنحى التكاملي على التقاء أهداف الإدارة التربوية مع أهداف المتدربين، مما يؤدي إلى التعاون الفعال في سبيل بلوغ الأهداف المشتركة.
6- يتطلب المنحى التكاملي توظيف جميع الموارد البشرية والمادية المتاحة بأقصى كفاية وأقل كلفة.
7- لا يشترط المنحى التكاملي تفرغ المتدربين للمشاركة في التدريب وإنما يكتفي بالحلقة الأسبوعية التي تنفذ خارج أوقات الدوام المدرسي.
المراجع :
- الأحمد، خالد.(2005). إعداد المعلم وتدريبه. دمشق: منشورات جامعة دمشق.
- سنقر، صالحة.(2008). الإشراف التربوي. دمشق: منشورات جامعة دمشق.
- ناصر، يونس.(1995). تدريب المعلم. دمشق: منشورات جامعة دمشق.
المصدر : الباحثون العدد 68 شباط 2013